لكن الموسيقى قد يكون لها دور أكبر حتى في حياة فيليكس.
تشير الأبحاث إلى أنه يمكن للأطفال ذوي غرسات القوقعة الصناعية أن يستفيدوا من الأنشطة الموسيقية فيما يخص إدراك الكلام والسمع¹.
تحدد الأبحاث مجموعة واسعة النطاق من الأنشطة باعتبارها مفيدة، بما في ذلك الغناء والرقص والعزف على الآلات الموسيقية.
لم يكن لدى جو شك في أن الأنشطة الموسيقية ساعدت فيليكس، وهو يرتدي معالج الصوت Cochlear™ Nucleus® 7 في كلتا الأذنين، على تطوير مهاراته اللغوية.
“أظن أن ذلك مكّنه من أن ينصت ويركز سمعه بطريقة مرحة وجذابة. وقد تعلم التركيز على سماع نغمة ضمن قطعة موسيقية، أو سماع كلمات أغنية ما” حسب قولها.
وبناءً على الأبحاث، فالأنشطة الموسيقية تحسن القدرة على الاستمتاع بحدة النغمة والإيقاع، وتلك خطوات مبكرة مهمة لفهم اللغة المنطوقة وتطورها¹.
رأى كتاب مقالة نقدية نُشرت في المجلة المرموقة عالميًا، Hearing Research، أن النتائج كانت حاسمة جدًا، وقد توصلوا إلى أن “الأدلة الحالية تبدو كافية لحث أخصائيي التخاطب، وأخصائيي العلاج بالموسيقى، ومدرسي الموسيقى، وأولياء الأمور، والأطفال والمراهقين المصابين بقصور السمع و/أو ممن لديهم غرسات القوقعة الصناعية على بدء استخدام الموسيقى لتحسين مهارات الكلام واللغة’¹
إليكم بعض النصائح من الباحثين لمساعدتك على البدء:
1. يجب البدء في أقرب فرصة ممكنة
يمكن للأطفال الاستفادة من الأنشطة الموسيقية حتى قبل استخدام غرسة القوقعة الصناعية الخاصة بهم، وكلما كان ذلك مبكرًا كان أفضل، لأن الدماغ يكون أكثر قابلية للتكيّف قبل سن أربع سنوات.
“كانت الموسيقى حولنا طيلة الوقت. حتى قبل غرسات فيليكس ومعرفتنا أنه لا يستطيع السمع، كنا نضعه على مقربة من الاهتزازات الموسيقية” حسبما تقول جو. “كنت أغني له وهو على صدري أو أُرقده على البيانو ونحن نعزف.”
2. الرقص واستخدام حركات الجسم على إيقاع الموسيقى وحسب حدة النغمة
تبين الأبحاث أن الرقص على الموسيقى يساعد الأطفال ذوي غرسات القوقعة الصناعية على تعلم الكلمات وتحسين إدراك الكلام. دع حركات جسمك تعكس أسلوب الموسيقى (سريعًا أم بطيئًا، وسعيدًا أم حزينًا) لمساعدة طفلك على تعلم إيقاع الموسيقى ونغماتها. دع حركات يدك أو جسمك تعكس حركات النعمات لتحسين إدراك حدة النغمة. هذا مهم لتعلم اللغة.
3. استخدام الغناء باعتباره الآلة الرئيسية
يقول مؤلفو Hearing Research إن هذا يمكن أن يساعد على تحسين إدراك الكلام والمهارات اللغوية.
4. استخدام آلات موسيقية متعددة
يمكن أن يكون لعزف على آلة موسيقية أكثر فاعلية من مجرد الإنصات، حسبما تشير مقالة Hearing Research، لذا دع طفلك يجرب آلات موسيقية مختلفة.
“كان لدينا دومًا صندوق به لعب آلات الدق عندما كان فيليكس صغيرًا. اشترينا كمانات صغيرة لم تكلفنا كثيرًا، وآلات ريكوردر (ناي) ومثلثات النقر وسيلوفونات” حسبما تقول جو.
5. غناء وتكرار عزف نفس الأغاني
يساعدنا التكرار على تذكر الأصوات وما ينبغي أن تكون عليه الكلمات. مع الترديد مرارًا وتكرارًا، يزيد الدماغ دقة الصوت أكثر فأكثر. سيساعد غناء نفس الأغاني طفلك على التعرف على النغمات ومعنى الكلمات.
6. تبادل الأدوار
استخدم الأغاني التي تتضمن تبادل الأدوار. أتحِ لطفلك الفرصة لمواصلة الأغنية عندما تتوقف عن غنائها أو تغني جزءًا صغيرًا من أغنية وتطلب من طفلك تكرارها. يتيح ذلك للطفل أن ينصت، وأن تصدر عنه أصوات الكلام، وأن يقارن كلامك بكلامه.
7. إشرِاك العائلة في الأمر
مشاركة الجميع تزيد من انتشار الموسيقى في أنحاء منزلك، مع الكثير من التكرارات وفرص الإنصات وعزف الموسيقى.
تقول جو إن ذلك يمكن كذلك أن يمثل رابطًا يجمع فيليكس بأبيه. “تلك طريقة جميلة للتواصل، فهما يتمرنان معًا في أغلب الأيام. يمكن للأب أن يعزف معه على الجيتار ويغني كذلك، ليُظهر لفيليكس ألّا مانع في أن يتجاوز حدود ما هو مألوف له.”
8. تعزيز نمط الحياة مع الموسيقى
“مع علاج التخاطب على مدار الساعة كل يوم مع طفل مصاب بقصور السمع، يمكن أن يتعذر إدماج الموسيقى حيث لا ترغب في وجود موسيقى في الخلفية تشتت تركيز الطفل على صوتك الأكثر أهمية.
وتردف جو “حددنا نقطة معينة للإنصات إلى الموسيقى بينما ندمجها في اللعب. رقصنا معًا، أو صادمنا الأواني معًا، أو تركنا الموسيقى تعزف بينما نستلقي مسترخيين على الأرض”
وهي تقترح بداية بسيطة: “استخدمنا الأسطوانات المدمجة للرضع التي لا تضم سوى آلة موسيقية واحدة تعزف نغمة بسيطة لكلمات مقفاة. جربنا تهاويد الرضع المهيأة حسب موسيقى مختلفة، ثم انتقلنا إلى ألبومات آبا والبيتلز، ثم بعض موسيقى “روك الثمانينيات”.
___
المرجع:
1. Torppa R, Huotilainen M. Why and how music can be used to rehabilitate and develop speech and language skills in hearing-impaired children. Hearing Research 2019; 380: 108-122.
